دار الإفتاء الكندية
دار الإفتاء الكندية مؤسسة دينية إسلامية سنية علمية غير ربحية، تم تأسيسها عام 2020م، تلبية لاحتياجات الجالية المسلمة في المجتمع الكندي، نظرا لكثرة الوقائع المعاصرة وتنوع النوازل والمستجدات التي تحتاج الى اجتهاد ونظر فقهي غير مسبوق لافادة المسلم باحكام الله تعالى وحدود شرعه فيما يخص تلك الوقائع والمستجدات، والحال أنه وبالرغم من تنامي الوجود الاسلامي في المجتمع الكندي، إلا أن أهل الاختصاص في الفقه والفتوى عددهم قليل جدا، بل إن الأئمة المأهلون أصلا للإمامة والمعرفة الشرعية عددهم قليل جدا مقارنة بنسبة الوجود الإسلامي للجالية المسلمة ومؤسساتها الدعوية في المجتمع الكندي، مما أفرز فوضى الفتاوى الفقية بتصدر غير المختصين للإفتاء، فكانت فكرة إنشاء وتأسيس دار الإفتاء الكندية لرعاية الفتوى وأمانتها من خلال المفتين المتخصصين واجبا شرعيا لحفظ حدود الشريعة وهداية الجالية المسلمة الى معالمها.
منذ تأسيس دار الإفتاء الكندية في عام 2020م وقد كتب الله تعالى لها قبولا وانتشارا وذيوعا بين افراد الجالية المسلمة في كندا، والفضل في ذلك بعد الله عز وجل يرجع إلى جهود كوكبة من الفقهاء المتخصصين ممن جمع الله تعالى لهم بين التأطير الفقهي الأكاديمي ودراية الواقع الكندي المعاصر، فقاموا بواجب البلاغ والافتاء من خلال وصل المسلمين المعاصرين بأصول دينهم، وتوضيح معالم الإسلام، وحدود شريعته الغراء فيما يتعلق بكل نازلة من نوازل الإقامة والتعايش داخل المجتمع الكندي في شتى المجالات العقائدية والفقهية المالية والإجتماعية والتعليمية والسياسية المختلفة، وإزالة ما التبس من أحوال دينهم ودنياهم، تلبية للواجب الرباني والميثاق الإلهي الذي آخذه الله تعالى عليهم: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) – [ آل عمران – 187].
منهجية الإفتاء لدار الإفتاء الكندية
على خلاف المعتاد لدى دور الإفتاء المختلفة في داخل البلاد العربية والاسلامية من اعتماد الفتوى وفق المذهب المنتشر داخل ديار كل بلد، ففي مصر مثلا تعتمد دار الافتاء المصرية منهجية الإفتاء وفق قواعد وضوابط المذهب الشافعي كونه المذهب الأكثر انتشارا في مصر، وفي المغرب تعتمد دار الإفتاء المغربية منهجية الإفتاء وفق قواعد وضوابط المذهب المالكي، وفي بلاد الحرمين تعتمد دار الإفتاء السعودية منهجية الإفتاء وفق قواعد وضوابط المذهب الحنبلي، وفي المملكة الأردنية تعتمد دار الإفتاء الأردنية منهجية الإفتاء وفق قواعد وضوابط المذهب الحنفي كونه الأكثر انتشارا وتقليدا في ديارهم.
تعتمد دار الإفتاء الكندية منهجية الإفتاء وفق مذهب جمهور الفقاء، كونها دار الإفتاء في بلاد المهجر، للجالية المسلمة المهاجرة الى كندا من أصقاع الأرض المختلفة وبلادها المتعددة، فالجالية المسلمة المهاجرة في كندا تتميز بالتعددية المذهبية، فهناك المالكية المغاربة، والشافعية المشارقة، والخليجية الحنابلة، والهندية والشرق آسيوية الحنفية، فكانت منهجية دار الإفتاء عوان بين كل تلك المذاهب الفكرية والمدارس الفقهية المتعددة، تفتي بما عليه جمهور الفقهاء في كل مسألة تعرض عليها، أو نازلة تتضلع للنظر فيها.
وهذا من جانب آخر هو ما يتناسب مع ظروف الواقع الاضطراري الذي تعيشه الجالية المسلمة في بلد غير مسلم، يجد الفقيه به نفسه في كثير من الأحيان أمام واقع يلجأه الى النظر في أعماق المذاهب المختلفة عله يجد تقليدا راجحا معتبرا يرفع به الحرج عن جاليته المغتربة في واقع لا تطبق فيه احكام الشرع، ولا يراعي فيه نظر الدين، وقد قال سفيان الثوري (رحمه الله تعالى): (الفقه رخصة من عالم ثقة، وأما التشديد فيحسنه كل أحد).
المهام والخدمات المنوطة بدار الإفتاء الكندية
أولاً: المهام الدينية:
- إجابة الأسئلة والفتاوى باللغات المختلفة.
- إصدار البيانات الدينية.
- إعداد الأبحاث العلمية المتخصصة.
- الردّ على الشبهات الواردة على الإسلام.
- عقد الدورات التدريبية والندوات الوعظية والفقهية لطلبة العلم من أبناء الجالية المهتمين.
ثانيا: المهام المجتمعية:
- عقد وتشكيل لجان الصلح وفض المنازعات.
- عقد وتشكيل لجان التحكيم الشرعي لفض النزاعات والخلافات المختلفة على نطاق الأسرة والجالية، وفق اليات القضاء الشرعي الملزم لطرفيه.
- تقديم واجب النصح الشرعي لعموم الجالية المسلمة داخل المجتمع الكندي بناء على ما يرد إلى دار الإفتاء الكندية من معلومات موثوقة، أو وقائع تمت معالجتها داخل أروقة الدار، وعلى يد فقهائها الثقات، إنطلاقا من الواجب النبوي في حديث النبي ﷺ: (الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ورسوله، وأئمة المسلمين، وعامتهم).