مسئولية المدير الضمنية عما يتولى ادارته

السؤال:

السلام عليكم. هل يجوز للمسلم ان يعمل كمدير موسسة كالمدرسة علما منه انه عليه تطبيق قوانين تتعلق بحقوق الانسان و توفير حاجياتهم و منها ما يخص الشواذ الموجودين في الموسسة؟ و شكرا.

الاجابة:

خلاصة الفتوى/ يجوز.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم،،

لا حرج على المسلم في مجتمعات غير المسلمين أن يتولى منصبا رياديا عاما يلي فيه أمورا تتعلق بأخلاط من اتباع معتقدات شتى، ولا حرج عليه في غض الطرف عما لا يتوافق مع دينه وهدي نبيه من تصرفات الآخرين، وقد كان النبي (ص) على رأس الولاية العامة للمدينة المنورة، ولما يزال فيها أخلاط من غير المسلمين يتبايعون بالربا ويشربون الخمر، ويتغاشون المحرمات، فما ألزمهم (ص) بموافقات الوحي المنزل عليه، بل ما كان (ص) ليسعه ذلك وفي جملة ما أوحي إليه: (لا إكراه في الدين)، ومن جملة ما أوحي إليه: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله)، وفي جملة ما أوحي إليه: (أعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير)، وعندما تحاكموا يوما إليه (ص) أوسع الله له المجال، وعدد الله له الخيارات، ورفع الله عنه الحرج: (فإن جاءوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم، وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا) المائدة (42), ولما يزالوا في مدينته، وتحت سلطانه وإمرته، فيسعك أخي الكريم في هذا الباب ما وسع قدوتك (ص) بأن تباشر مهام إدارتك في عموم القضايا التعليمية والإدارية الهادفة والنبيلة، وتصلح فيها وتقسط ولربما أضاء الله بك ظلمة قلوب، ثم في المقابل تغض الطرف عما يمارسون في ضوء ما يقنن لهم من حقوق مكفولة في هذا البلد (فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم).

بل لربما كان في تسابقك إلى مثل هذا الموقع متى ما عرض عليك، من تحقيق المصالح ما يربوا على القدر الذي تظن أن فيه الحرج.

والله تعالى أعلم.