السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخ عبدالله. سؤالى هو اذا صادف يوم العيد يوم عمل هل من الجائز ترك صلاة العيد بغرض الذهاب للعمل. بارك الله فيكم شيخنا وجزاكم عنا خير الجزاء للمجهودات، و نسال الله ان ينفعنا جميعا بما نتعلم.
الاجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم.
صلاة العيد ليست فريضة، ولربما كانت حكمة الله تعالى ظاهرة أنه لم يفترض علينا أمرا زائدا في يوم عيدنا لطفا في التكليف، ليناسب الأمر الفرح والسعة والسرور، وإلا فصلاة العيد شعيرة من أعظم شعائر الإسلام، والله تعالى يقول: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، ويومي عيد المسلمين هما أشهر مناسك الدين التي أمرنا الله تعالى بالتزامها: (لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه، فلا ينازعنك في الأمر وأدع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم)، وليس أشهر في أيام المسلمين من يومي فطرهم وأضحيتهم، فكيف تطوع للمسلم نفسه أن يضيع شعيرة دينه، وأن يبخس عيده لصالح يوم العمل الاعتيادي، فيسأل عن حكم التغيب عن العيد وترك صلاته من أجل الذهاب الى العمل.
الأجدر والأحرى بالمسلم في هذه المجتمعات الكافرة بما فيها من واقع أن اعياد الكفار أجازات وأعياد المسلمين أعمال، أن تحمله الغيرة، وتأخذه الحمية لدينه فيتيغب دون سابق سؤال، ويتغيب دون تردد أو تفكير في العاقبات.
ستمضي الحياة يوما، وتنتهي الوظائف والأعمال، ولا يبقى في الخلود الا دين المرء، من أضاعه فقد أضاع خلوده ومن حفظه فقد حفظ خلوده، وما الحياة الدنيا في الآخرة الا متاع.
والله تعالى أعلم