السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته د الصاوي
هل يجوز تعقيم القطط الذكور حيث يصعب اطلاقها في الخارج خلال فترة الشتاء و هي فترة طويلة تمتد هنا في كندا الى اكثر من ٥ شهور احيانا مما يمنع من وجود فرص للتزاوج
جزاكم الله كل خير.
الاجابة:
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته، وبعد:
الأصل أخي الكريم عدم جواز تعقيم الحيوانات استبقاءا لمقاصد الخالق العظيمة في بقاء تناسلها على النحو الذي يتحقق به مفهوم التوازن البيئي بين كل المخلوقات في هذا الوجود، وهو تناغم وتوازن دقيق لمن يتأمله.
وإلى هذا الأصل الشرعي أشار حديث النبي (ص) من رواية عبد الله بن عباس (ض): (نهى رسول الله – ص – عن صبر ذي الروح، وعن إخصاء البهائم نهيا شديداً)، والبهائم لفظ له اطلاقان، إطلاق اصطلاحي (خاص) حيث يقصد بها بهيمة الانعام المأكولة، وله إطلاق ومعنى لغوي (عام) يتسع ليشمل كل ما لا عقل له من الدواب والمخلوقات.
لكن نص الفقهاء على أنه يستثنى الجواز والإباحة من ذلك الأصل العام بمقتضيات الحاجة أو المصلحة الداعية إلى تعقيمه أو خصاءه، مستأنسين في ذلك أيضا بحديث النبي (ص) وسنته ((التقريرية))، حيث صح: (أنه – ص – ضحى بكبشين أقرنين خصيين)، وذلك أن العادة كانت ولا تزال إلى يومنا هذا جارية بتعقيم ذكور الخراف خصوصا، وبهيمة الانعام عموما، في المتخذ منها للتسمين بقصد زيادة اللحم، فكانت تضحية النبي – ص – باثنين منها؛ تغليبا لمصلحة زيادة اللحم المقصود في الأضحية أيضاً، دليل (تقريري) على عدم وجود حرج في ذلك، طالما كانت هناك مصلحة معينة في ذلك كما أسلفنا.
وحيث إنه من المعلوم أن القطط المتخذة في البيوت تسوء تصرفاتها وسلوكياتها في مواسم التزاوج، ولربما كما أشرت أخي الكريم في سؤالك أنه قد لا يكون من الميسور توفير حاجتها الغريزية الفطرية، فهنا ولا شك حاجة معتبرة ومصلحة مرجوة تسوغ لك القيام بهذه العملية الطبية على نحو ما سألت عنه.
والله تعالى أعلم