السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الشيخ الجليل عبدالله ، أكرمه الله ورعاه ، ابنى كريم عنده ١١.٥ سنه يجوز له الصيام ولا الإفطار اثناء الدراسه فى المدرسه، لان وقت الظهر بيجلس فى كافتريا المدرسه للأكل، ممكن يعملو مشكله ، هوا متعود يصوم من قبل . جزاكم الله خيرًا
الاجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم،،
أصلح الله ابنك وأبنائنا وأبناء المسلمين اجمعين 🤲، وبعد:
في المسألة جانب فقهي وجانب تربوي، على نحو ما يلي:
1/ أولا، الجانب الفقهي في المسألة : أنه لا يجب على ابنك صيام في هذه السن المتقدمة على سن البلوغ والتكليف، فلما يجري القلم بعد على ابنك قبل تمام 12 ولربما حتى قبل تمام الثالثة عشرة من عمره تقريبا (والا فسن ظهور علامات البلوغ في الأبناء والبنات مسألة نسبية تتجاذبها مؤثرات وراثية وعوامل أخرى متعددة)، لكن لا يظن ابدا أن يكون ذلك في سن ابنك التي أشرت اليها، وبناء على ذلك فإنه لا يجب عليه الصيام، ولا يأثم بالافطار.
2/ ثانياً، الجانب التربوي في المسألة : وهو أن العبادات وما فيها من تكليف ومشقة ما لم يتم تعويد وترويض الأبناء عليها منذ الطفولة المبكرة ونعومة الاظافر، تصبح مستعصية الى حد كبير على أبنائنا وبناتنا عند سن التكليف، والواقع المشاهد خير شاهد.
ولأجل ذلك أرشد النبي (ص) إلى ضرورة الإنتباه إلى هذا (الاعتبار التربوي والتأطيري) في صحيح الهدي النبوي: (مروا أبنائكم بالصلاة لسبع)، إن صاحب الوحي الكريم (ص) الذي أمرنا بتعليم الصلاة ابنائنا في سن 7 سنوات، هو نفسه من أخبرنا: (رفع القلم عن الصبي حتى يبلغ)، لكن لما كان للتربية والتعويد أثرها المهم جدا في إقامة الابناء على أداء اركان الاسلام لاحقا، أكد (ص) على ضرورتها منذ ذلك السن، حيث فطرة التقليد للآباء، وحب الامتثال لهم، وسهولة التأطير والتلقين.
وبناء على ما سبق ، واعتمادا على الواقع المشاهد في خصوص هذه المجتمعات (غير المسلمة) أشد على يدك أن تحمل ابنك على صيام رمضان هذا العام بالتدريج، يوما ويوم، ثم يومين ويوم، ونحو ذلك، ولبقية الآباء الكرام: احرصوا على تعويد اطفالكم الصلاة والصيام رويدا رويدا وتدرجا تدرجا منذ السابعة والثامنة والتاسعة وقبل الأوان، حتى لا تكثر الشكاية عند الأوان.
وختاما أقول : إن الجانب التربوي في خصوص هذه المسألة اهم من الجانب الفقهي، فمن أفطر يوما فقد عصى، ومن ترك صلاة فقد عصى،،، لكن من فقد التدريب والتأطير فلربما لن يستطيع أن يطيع.
حفظنا الله وإياكم في فلذات أكبادنا،، آمين 🤲
والله تعالى أعلم
ابني كان نفس السن بداية وصولنا و المدرسة كتبت صفحتين أسأله عن طول مدة الصيام و متي اخر وجبه و في اطفال بتصوم نص يوم او يمتنعوا عن الشراب كام ساعة….
و كان ردي عليها في سطر، هو عندكم و اعرضوا عليه الاكل … كنت خايف الصراحة الولد يقبل.. و لكن الحمد لله قال انا صايم زي اخواتي و مش تعبان…. كرروا عليه الاكل ثلاثة أيام متتالية و الحمد لله عدت علي خير و مفيش اي مشاكل و لله الحمد…
مشاركة وتعليق على الاجابة على هذه الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اردت ان أضيف مسألة مهمة جدا حتى يتجنب الاولياء المشاكل مع المدرسة بسبب الصيام وربما ينتزع الطفل من والديه بسبب ذلك لا قدر الله.
يجب ان يعي الوالدان ان الطفل من يقرر ماذا يريد ان يفعل وهم يعلمونهم ذلك في المدرسة ويراقبونهم أيضا.
لذى على الوالدين ان يعطيا ابنهما فطوره كالمعتاد لانهم يتفقدون هل لديه فطور ام لا واذا لم يجدوا فطور يعتبرون ان الاولياء يجبرون أطفالهم وهذا يسبب اشكالا. وبعد ذلك الطفل اذا قرر من تلقاء نفسه بانه لن يأكل فهذا امر يخصه ولا يتدخلون في ذلك.
شخصيا ارى ان هذا امر مهم جدا يخلق عند الطفل مراقبة ذاتية لافعاله واقواله ويشعر ان الله من يراقبه وليس هو الخوف من العقوبة التي يتلقها من الوالدين.
والله أعلم