التبرع بالأعضاء بعد الموت

السؤال:

السلام عليكم شيخ عبد الله،

لقد وصلتني استمارة تجديد بطاقة العلاج وبها سؤوال يخص التبرع بالاعضاء بعد الموت. فهل يجوز التبرع بهم ام لا؟

جزاك الله خيرا

 

 

الاجابة:

خلاصة الفتوى : يجوز

 

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته أخي الكريم،، زادك الله حرصا لدينك، وكذا ينبغي أن يكون حال المؤمن لا يقدم ولا يؤخر إلا عن بينة ودراية.

أما ما سالت عنه بخصوص التبرع بالأعضاء بعد الوفاة فقد نص الفقهاء المعاصرون على جوازه؛ لما فيه من إحياء للنفس التي عظم الله إحيائها: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، ومن خالف في ذلك من الفقهاء (أصحاب المذهب الآخر في المسألة) زعموا أن للميت حرمة ينبغي أن يصان معها جثمانه، وهذا ولا شك معتبر شرعا، غير أن أصول التشريع ومقاصده السامية قاضية بتقديم تحقيق المصلحة الأكبر بين المصلحتين، ودء المفسدة الأعظم بين المفسدتين، ولا شك أن مصلحة إحياء نفس تحتاج إلى تبرع بعضو قد تلف فيها واتلف معه حياتها، مقدم على اعتبار المحافظة على حرمة جسد محض لا حياة فيه.

وقد نص على ذلك قرار مجمع الفقه الإسلامي، شريطة ألا تكون أعضاء التبرع مما لا تأثير لها على الأنساب، والموروثات، والشخصية الخاصة، فلا يصح أن تكون من جنس الخصيتين أو المبايض أو خلايا الجهاز العصبي، كل ذلك مما لا يجوز التبرع به.

ولا شك أن ثواب ذلك عظيم، ويرجى أن يكون من جملة ما يمتد نفعه ويجرى أثره على المتبرع بعد مماته، والله تعالى أعلم

 


 

فتاوى تعقيبية على اجابة الفتوى/

السؤال:

هل الخصى والمبايض والجهاز العصبي مذكورة هنا من باب الحصر أم من باب المثال؟

الاجابة:

يبدو أخي الكريم أن هذه الأجزاء على سبيل الحصر باعتبار ما أثبته الطب المعاصر إلى يومنا هذا، لكن من يدي عن ماذا ستكشف لنا أبحاث الطب في قابل الأيام.

ومع ذلك فإن المسألة باعتبارها علمية طبية بحته، فتحتاج إلى مزيد بحث واستقصاء من أهل الذكر.

والله تعالى أعلم


 

استمرار لما قيل: هل يجوز التبرع بكامل الجسد من أجل البحث العلمي والتعليم؟

 

الأصل أخي الحبيب أن جسد الإنسان مصان بعد مماته، واجب التكريم بدفنه ومواراته الثرى، وأن مصدرية التكريم في الإنسان (آدميته) بصرف النظر عن دينه وعرقه: (ولقد كرمنا بني آدم)، لكن مصلحة البحث العلمي والطبي – والتي تقدمت في أزمان البشرية المعاصرة تقدما عظيما متميزا صحت به الأجسام وشفيت به الأسقام وحفظت به الأرواح – داعية إلى الحاجة لاجساد بشرية تجرى عليها التجارب، ويتم عليها تعليم الأطباء، وهذه مصلحة عظيمة، وقد أنتجت بالفعل آثارها وثمراتها العظيمة على نحو ما أشرت.

وعليه يجوز التبرع بكامل الجثمان بعد تحقق الوفاة لمثل تلك الأهداف العلمية النبيلة،، لكن مقتضى التاصيل الشرعي أن الحاجة تقدر بقدرها، وأن الأقل حرمة في هذا الصدد ينبغي أن تكون فيه كفاية عن الباقين.

 

هل هناك جثمان أقل حرمة ؟

الجواب الشرعي الاسلامي (لا) لا يوجد جثمان أقل حرمة من جثمان آخر بحيث ينبغي تقديمه إلى مثل تلك الأعراض قبل بقية الجثامين، فتكريم الإنسان في القرآن عام دون تمييز.

لكن الواقع في حياة الناس اليوم أفرز لنا أن بعض الجثامين أقل حرمة على الأقل عند أصحابها من غيرهم، أقصد أولائك الذين يوصون بحرق جثامينهم وإعدامها لسبب مادي أو غير مادي، ينبغي أن تتحصل منهم الكفاية في هذا الصدد، ويتراجع إلى الوراء قليلا من كانت لديه اعتبارات قوية توجب عليه الالتزام باكرام جثمانه بعد وفاته بتغسيله وتكفينه ودفنه (لعلهم يتفقهون)

والله تعالى أعلم

 

الأكثر مشاهدة

أضيف مؤخراً

أضيف مؤخراً