الضوابط الشرعية في رفع أجهزة التنفس عن المريض فاقد الوعي التام

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

فضيلة الشيخ حفظكم الله ورعاكم،

أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما تقدمونه من علم ونصح للأمة.

لديّ سؤال: زوجة عمٍّ مريضة في العناية المركزة، والطبيب يقول إنه يجب نزع أنبوب الأكسجين عنها لأنه يعتقد أنها متوفاة سريريًّا، فهل يجوز شرعًا نزع الأنبوب في مثل هذه الحالة؟

جزاكم الله خيرًا وبارك في علمكم وعملكم.

الإجابة/

الأصل أن حياة الإنسان أمانة من الله سبحانه وتعالى، فلا يجوز التعدي عليها بأي شكلٍ من أشكال الإنهاء أو الإيقاف، لأن الأرواح بيد الله تعالى وحده: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾ [الزمر: 42].

،، وعليه فلا يجوز نزع أجهزة الإنعاش عن مريضٍ يُرجى شفاؤه، أو كان لا يزال فيه أثرا من الحياة، ولو ضعيفًا، لأن ذلك يُعدّ من القتل غير المباشر في الشريعة الغراء.

👈🏼 أما في حالة الموت السريري (الموت الدماغي)، وهو أن يتوقف الدماغ عن العمل تمامًا، بشهادة أطباءٍ مختصين موثوقين يجمعون على توقفه، وأن المريض لا يتنفس ولا يتحرك إلا بالأجهزة، ففي هذه الحالة يُعتبر المريض ميتًا شرعًا، وبذلك قد صدر قرار مجمع الفقه الإسلامي بجده: (يجوز رفعأجهزة الإنعاش إذا قرر ثلاثة من الأطباء الثقات أن جميع وظائف الدماغ قد توقفت توقفًا تامًا لا رجعة فيه، وأن هذا التوقف لا يمكن علاجه، ولو استمر القلب والتنفس صناعيًا).

👈🏼 والخلاصة إذن: أن العبارة الواردة في سؤالك: (…..، والطبيب يقول إنه يجب نزع أنبوب الأكسجين عنها لأنه يعتقد أنها متوفاة سريريًّا)، هذه غير كافية في سلب حياة الإنسان، وإزهاق الروح البشرية، وإنما يجب أن يكون متأكدا، ثم يجب كذلك ان تكون هناك لجنة مختصة من أكثر من طبيب، يؤكدون لكم ذلك، فإذا تأكد ذلك بقرارٍ جماعي من الأطباءٍ، جاز رفع الأجهزة حينها، لأن بقاءها لا يُبقي حياةً حقيقية، وإنما يُبقي حركةً صناعيةً لجسدٍ فارغٍ من الروح.

والله تعالى أعلم