السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاحظت أن أشعة الشمس تنعكس على أبراج وسط مونتريال قبل شروقها الفعلي وكذلك الغروب حيث لاحظت أن الغروب الفعلي يحدث قبل اختفاء ضياء الشمس وهذا مربك للمسلم بخصوص الصلاة و الإفطار في رمضان. فهل من توجيه في هذا الخصوص بارك الله بكم؟
الاجابة:
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته أخي الكريم،،
بداية أشكرك على ثراء تساؤلاتك، ينتفع بها المفتي والقارئ على حد سواء، فجزاك الله كل خير 🤲
وأما ملاحظتك حول انعكاس أشعة الشروق قبل وقت الشروق، وكذا انعكاسات أشعة الغروب بعد وقت الغروب على أبراج وسط مونتريال المرتفعة، فهذا في محله، وقد لاحظته بنفسي كثيرا، وهذا لا إشكال فيه، وتلك الأشعة المنعكسة لا تعكس بالضرورة خطئا في تحديد التوقيتين لصلاة الفجر فيما يتعلق بخروجها، والمغرب فيما يتعلق بدخولها؛ وذلك لأن الأصل في مواقيت الصلوات أنها مواقيت فلكية نسبية، علمنا إياها رسول الله ﷺ في مفهوم حديث جبريل الصحيح، وهي تختلف بطبيعة الحال بالنسبة إلى امتداد المشرق والمغرب حتى في داخل نطاق خط الطول الواحد، كما تختلف أيضا باختلاف الارتفاع والانخفاض عن مستوى سطح البحر، وأوضح ذلك بمثالين:
- المثال الأول : اختلاف العلامات الفلكية المحددة لوقت كل صلاة داخل نطاق خط الطول الواحد// وذلك لأن من الثابت فلكيا أن فرق التوقيت الاستغراقي لكل خط واحد من خطوط الطول الأرضية يقدر ب 4 دقائق، ومن هنا يتأتي تفسير اختلاف مواقيت الصلاة بين المدن الصغيرة التي تجاورنا شرقا وغربا، لانها وإن لم يكن بيننا وبينها فرق توقيت في الظاهر (في الساعات) إلا أنه في الواقع توجد فروق توقيت (في الدقائق) بواقع دقيقة واحدة لكل 27كم شرقا أو غربا = قبلنا أو بعدنا.
وتلك المسافة ليست بالكبيرة في حدود الرؤية البصرية، فبينما ينظر الإنسان إلى الأفق الغربي المنبسط بعيدا عن حواجب المرتفعات فيرى أن الشمس ما زالت لم تتوارى بالحجاب، يراها شخص آخر خلفه على بُعد بضعة كيلومترات قليلة أنها قد توارت الحجاب، فينبغي الإنتباه إلى ذلك، انت لا تمكنك الصلاة لكنه وراءك بقليل تمكنه الصلاة (اقرب مثال على ذلك فرق التوقيت بين مونتريال ولافال في بعض الصلوات)
- المثال الثاني: أو الاعتبار الثاني: اختلاف العلامات الفلكية المحددة لوقت كل صلاة بحسب الارتفاع والانخفاض عن مستوى سطح البحر// وهذا مهم جدا ولا ينبغي أن يغفل، ولعل هذا هو ما أثار تساؤلك أخي الكريم،، فأهل الجبال والمرتفعات شروقهم وغروبهم ليس كشروق وغروب أهل السهول والمنخفضات.
وأعلى مثال على ذلك : (الطائرة) بينما تكون الشمس قد غابت على الأرض في مدينة مونتريال فيمكن الصائم أن يفطر، لا يتمكن راكب الطائرة من ذلك في سماء نفس المدينة مونتريال، لانه من علوه لا يزال يرى الشمس.
وأدنى مثال على ذلك : (أبراج وسط مونتريال المرتفعة)، والتي أشرت إليها اخي الكريم، فبينما أنت في الطابق الثاني أو الثالث لا ترى الشمس قد بانت وقت الشروق أو لا تراها قد توارت وقت الغروب بحسب الساعة والدقيقة، إلا أن انعكاسات أشعتها تسبقها على المرتفعات والابراج قبل الشروق، وتستمر كذلك منعكسة بعد الغروب، فهذا توقيت آخر بالنسبة لأهل تلك المرتفعات لا ينبغي أن يؤثر على تصورك، وهذا مما ينبغي أن ينتبه إليه جيدا سكان الابراج العالية، وأصحاب المناطق الجبلية المرتفعة ، فلا ينبغي عليهم الاعتماد على التقويمات العادية المعتمدة❌⚠⚠❌
وفيما بين المثالين السالفين (الطائرة ومرتفعات مونتريال) يأتي المثال الاكثر إيضاحا لتصور المسألة.
برج خليفة في دبي: حيث تختلف فروق التوقيت فيه إلى ثلاثة توقيتات متباينة بحسب ارتفاع الطوابق فيه، فأصحاب الطوابق المنخفضة (من الطابق الارضي وحتى الطابق الثمانين)، لهم توقيت شروق وغروب وبالتالي امساك وإفطار.
بينما لأصحاب الطوابق المتوسطة (من الطابق 81 إلى الطابق150) توقيت آخر، واخيرا أصحاب الطوابق المرتفعة (بدءا من الطابق 151) لهم توقيت مختلف تماما عن كلا التوقيتين السابقين، فبينما يفطر الصائمون في الطوابق الأرضية، لا يزال أمام الصائمين في الطوابق العلوية قرابة 4 دقائق قبل دخول وقت الإفطار عندهم.
والله تعالى أعلم
بارك الله فيكم اخي الكريم، ارجو ألا تكون الإجابة غامضة أو معقدة لأي من الاعضاء الكرام، والا ارجو التكرم بلفت انتباهي إلى ذلك.
والذي قصدته باختصار، أن للأماكن المرتفعة (التي تنعكس عليها أشعة الشمس قبل ظهورها على المنخفضات) توقيت آخر، مغاير للتوقيت الاعتيادي فيما يتعلق بخصوص وقت الشروق والغروب.