السؤال:
شيخنا الكريم…السلام عليكم…..هل يجوز لامام المصلين في التراويح ان يقرأ من القرآن من جهاز التلفون الخلوي..
الاجابة:
خلاصة الفتوى / يجوز ذلك، على خلاف بين الفقهاء.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم،،
من الناحية الفقهية يتم تحقيق المسألة في باب (القراءة من المصحف في الصلاة)، إذ لا أثر لكونه مكتوبا ورقيا، أو رقيما إليكترونيا في الحكم الفقهي.
ومسألة القراءة من المصحف في الصلاة محل اختلاف بين الفقهاء، على نحو ما يلي:
1/ المذهب الأول، مذهب الشافعية والحنابلة : يرون صحة الصلاة بقراءة الامام من المصحف مطلقاً (في الفريضة والنافلة).
2/ المذهب الثاني، مذهب المالكية : يرون كراهة ذلك، لا سيما في الفريضة.
3/ المذهب الثالث، مذهب الحنفية : يرون عدم جواز القراءة من المصحف في الصلاة، بل عدم صحة ذلك، أعني أنهم يحكمون ببطلان الصلاة عندئذ.
الأدلة :
# أولا/ استدل من قالوا بالجواز : بما روي عن عائشة (ض) أنها كان يؤمها غلامها (اسمه ذكوان) من المصحف في الصلاة.
وما روي عن الامام الزهري (ض) أنه قال: كان خيارنا يقرأون من المصاحف في الصلاة.
# ثانياً/ استدل المالكية على الكراهة ، بأنها حركات زائدة في الصلاة لركن الصلاة (تلاوة القرآن) يمكن درئها بالتلاوة بما يتيسر من الحفظ (فاقروءا ما تيسر من القرآن)، أو بتقديم الحافظ.
# ثالثا/ استدل الحنفية على بطلان الصلاة ، بأنها عمل كثير، وحركات كثيرة في الصلاة (حمل المصحف، تقليب الصفحات، الانشغال بمواطن الآيات، ونحو ذلك) فتبطل بها الصلاة.
والشاهد / أن ذلك خلاف السنة وخلاف الأولى، والأولى إما أن يبحث المصلون عن إمام حافظ، وأما أن يؤم الامام غير الحافظ بما يتيسر له من السور والايات التي يحفظها.
لكن يجب الإنتباه إلى أن اختلاف الفقهاء رحمة وسعة من الله، فمتى ما وجدنا في المسألة قولا بالجواز، فلا ينبغي أن ننكر العمل فيها، ولا ينبغي أن نحمل الناس على مذهب دون آخر. والله تعالى أعلم.