السؤال:
شيخنا الكريم…السلام عليكم…ما حكم المسافر الذي صلّى صلوات عدة اعتمادا على اتجاه القبلة باستخدام بوصلة تطبيق للصلاة على تلفون الخلوي…ثم نفس التطبيق صحّح نفسه باتجاه معاكس …ما حكم الصلوات السابقة بعد تصحيح التطبيق لنفسه بخصوص اتجاه القبلة….وجزاكم اللّٰه خيرا….
الاجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الحبيب سعادة المهندس ماهر،،
خلاصة الفتوى: الصلاة صحيحة، ولا تجب عليه إعادة.
وهذا حكم خاص بشرط (استقبال القبلة) فقط، دون بقية شروط صحة الصلاة.
فمن صلى صلاة متوهما أنها قد استجمعت شروط الصحة (البراءة من الحدث، والطهارة من النجس، وستر العورة) ثم تبين له بعد ذلك أنه كان فاقدا لاحد تلك الشروط؟
وجبت عليه إعادة تلك الصلاة متى ما تأكد من ذلك، ولو بعد حين.
لانها شروط أصلية في صحة الصلاة، وتحمل معنى تعظيم المصلي للرب العظيم بالوقوف بين يديه طاهرا، مطهرا، مستترا.
أما (استقبال القبلة) فإنه وإن كان شرط من شروط صحة الصلاة، لكنه شرط رمزي وليس أساسي، يحمل معاني وحدة الأمة قاطبة في وجهتها إلى البيت الأول، والحرم الأقدم.
لكن القصد من وراء ذلك ليس الوجهة، وانما القصد الأصيل (الوجه العظيم) جل وعلا، وهذا المعنى تجليه لنا بوضوح آية سورة البقرة: (والله المشرق والمغرب فحيثما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم).
فيجب على المسلم وجوبا مؤكدا لصحة صلاته أن يسعى في تحري القبلة لاستقبالها في صلاته ما أمكنه ذلك دون تقصير،، لكن متى ما صلى ثم تبين له أن وجهته كانت غير صحيحة، فلا تجب عليه إعادة الصلاة في قول معتمد وصحيح من المذهبين الفقهيين الواردين في هذه المسألة.
والله تعالى أعلم
فتاوى تعقيبية على اجابة الفتوى/
السلام عليكم. هل هذا ينطبق للخسارة في الطائرة اذا الاتجاه عكس القبلة. فالمراة لا تستطيع ترك مكانها و الذهاب اخر الطائرة لتصلي. بارك لله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
نعم من تعذر عليه استقبال القبلة من جانب كمن في داخل الطائرة، وخاف خروج وقت الصلاة من جانب آخر ، بأن كان وصوله بعد خروج وقت الصلاة الخاص او وقتها مع ما تجمع معها (الظهرين والعشاءين).
فإنه يصلي بالوجهة المتيسرة لديه، ويسقط في حقه شرط استقبال القبلة، ولا يحتاج إلى إعادة صلاته بعد ذلك.
لكن بشرط أن يكون ذلك بعد التعذر الحقيقي لاستقبال القبلة، وكل مسلم أمين على دينه.
والله تعالى أعلم