السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله، زوجتي تريد اخراج زكاة اموالها، هل يجوز اعطاء اموال الزكاة لي والدها الذي يعيش في لبنان، مع العلم ان والدها يعمل و الضاهر انه مكفي بيته، لكن الوضع الاقتصادي في لبنان يزداد سوء من يوم الى اخر و الاسعار في ارتفاع متواصل.و السؤال الثاني عند اعطاءه اموال هل يجب اخباره انها اموال زكاة اموالها او لا. شكرا
الاجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم،،
القاعدة العامة فيمن يجوز أن تدفع لهم زكاة مالك ومن لا يجوز، هي وجوب النفقة أو عدم وجوبها، فإن النفقة والزكاة لا يجتمعان.
فكل من من وجبت عليك نفقتهم لا يجوز لك أن تعطيهم زكاتك (لا زكاة المال ولا زكاة الفطر)، وكل من لا تجب عليك نفقتهم يجوز لك أن تعطيهم زكواتك.
وبناء عليه فإنه يجوز للزوجة أن تعطي زكواتها إلى والدها ، لانه لا يجب عليها الانفاق عليه. بخلاف الابن فإن يجب عليه الانفاق على والديه إذا كانا محتاجين، وبالتالي لا يجوز له أن يدفع شيئا من زكواته الى أحد منهما.
لكن الزكاة لا تدفع إلا إلى المحتاج فقط، سواء أكان فقيرا أو مسكيناً.
الفقير : هو من يفتقر إلى مقومات الحياة الضرورية (لا يجد طعامه أو شرابه أو كساءه أو مسكن يؤيه ولو في أضيق حد، أو لا يجد الدواء الضروري لاستقرار حياته).
المسكين : هو من يملك مقومات الحياة الضرورية، لكنه يفتقر إلى الاحتياجات المهمة جدا (مثال: من لا يجد دفع فواتير الكهرباء والماء في نهاية الشهر، ونحو ذلك).
وبناء عليه ، فإذا كان والد زوجتك يملك كفاف عيشه دون عوذ أو عجز فلا ينبغي لها أن تدفع إليه شيئا من زكاة مالها، وان كان ينبغي عليها أن تعطيه من بقية أموالها في صورة هدية أو عموم مساعدة، وان ذلك وإن كان لا يجب عليها من باب النفقة، إلا أنه يعد من باب البر بالآباء (بشرط أن يكون لديها أموال خاصة بها) والا فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وأما ما سألت عنه أخيرا ، فلا يلزم إخبار الفقير أن المال المدفوع إليه من أموال الزكاة.
بل إن ذلك لا ينبغي أصلاً ، إذ أن إخبار الفقير بذلك يعد من عموم الايذاء النفسي له، وقد نهانا الله تعالى عن ذلك: (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)، بل اخبر الله تعالى أن عموم الايذاء النفسي مبطل للصدقة محبط لثوابها: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) فلا ينبغي كسر الخواطر أو جرح المشاعر عند مساعدة الضعفاء، وانما نحرص على أن نقدم إليهم حقهم الذي كتب الله لهم في أجمل صورة، وان يستحضر المتصدق أو المزكي أنه أشد حاجة إلى رضوان الله بصدقته من حاجة الفقير الى الصدقة.
جميل جدا 🌹🌹 أن نضع الأموال داخل مظروف جميل لأنها تقدم الى الله ♥ وان نكتب عليها عبارات طيبة تسعد قلب الفقير قبل أن تسعد الأموال حاجته (هدية متواضعة الى الاخ الكريم/ الاخت الكريمة ،،،،،،،،،،،، بمناسبة عيد الفطر المبارك، كل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال).
والله تعالى أعلم
تعليق على هامش الاجابة على هذه الفتوى/
جزاك الله خير
لكن هل يجوز ان تدفعها لزوجها؟
نعم يجوز للزوجة الغنية أن تدفع زكاة مالها لزوجها الفقير ، حيث لا يجب عليها الانفاق عليه.
وهناك واقعة من فتاوى النبي (ص) يستدل بها من البخاري ومسلم، عندما استأذنت الصحابية الجليلة زينب زوجة عبدالله بن مسعود، رسول الله (ص) في أن تدفع زكاة مالها إلى زوجها، فأذن لها النبي (ص)، بل وقال لها: (ولك أجران، أجر الصدقة، وأجر القرابة)، يقصد وأجر كون الصدقة على قريب، فإن ذلك يحمل معنا آخر من موجبات المثوبة، وهو (حسن الصلة)، فكلما كانت الصدقة على فقير قريب كانت أعظم عند الله اجرا لكونها صدقة وصلة، واقرب الأقربين للمرأة وأحق الناس بحسن صحابتها هو زوجها.
والله تعالى أعلم