ضوابط التعامل مع المثليين في المجتمعات الغربية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما هي أحكام وضوابط التعايش والمعاملات -في العمل أو غيره- بين المسلم و”المثليين” في بلد مثل كندا، خاصةً وإن كانوا مبادرين بحسن التعامل؟

الإجابة:

خلاصة الفتوى/ ينبغي مجانبتهم ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلًا، وألا يتجاوز في التعامل معهم ما تفرضه الضرورة أو الحاجة، دون مودة ولا تأييد، ودون ظلم أو عدوان.

تفصيل الفتوى/ 

المثليون هم الأسوياء المتماثلون على فطرة الخالق جل وعلا في خلقه، وأما الشاذون عن الفطرة فلا ينبغي تسميتهم بغير أسمائهم الحقيقية، فهم: لوطيون، وشواذ، وسادوميون، وسحاقيات.

والانحراف الجنسي كبيرة من أكبر الكبائر التي أهلك اللّٰه تعالى بها الأمم، وقد أمر اللّٰه تعالى بمجانبة أهله، وأخبر جل شأنه أن ترك مجانبة الفاسقين موجب للغضب والعقاب، يقول اللّٰه تعالى في سورة النساء: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّٰه يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره، إنكم إذا مثلهم، إن اللّٰه جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعًا).

،، وعليه: فلا يوجد تعايش مع من يجاهرون بالفواحش ويبارزون الله تعالى بالكبائر، ولا تجوز مودتهم قلبيًا، ولا مجاملتهم ظاهريًا، ولا مواساتهم في مصاب، ولا تهنئتهم في منال، ولا مشاركتهم في مجال، اللهم إلا في أضيق نطاقات الدراسة والعمل مما لا بد منه؛ لأن ما زاد على ذلك تطبيع للمنكر ومشاركة رمزية في الإثم.

وهذه جملة من التوصيات الشرعية التي ينبغي على المسلم وعيها في نطاق التعامل مع الشواذ في هذه المجتمعات الغريبة:

1/ التوصية الأولى: توصية باحترام القوانين المجتمعية العامة التي تدين الكراهية والتحريض عليها، وتجرّم التمييز والإساءة؛ لئلا يضع المسلم نفسه تحت طائلة سلطان غير المسلمين، واللّٰه تعالى يقول: (ولن يجعل اللّٰه للكافرين على المؤمنين سبيلًا) [النساء: 141].

مع الاحتفاظ بالموقف الديني الداخلي من دون إعلان عدائي، التزامًا بالعدل الذي أمر اللّٰه به لا رضا بالمنكر.

2/ التوصية الثانية: توصية بأهمية التمييز بين الشخص والفعل؛ فالفعل محرّم قطعًا، وصاحبه فاجر فاسق بسبب تلبسه بهذا الفعل القبيح، لكنه في ذاته آدمي مكرّم، يُكره فعله ولا يُظلم شخصه، فإن تاب عن ذنبه تاب اللّٰه تعالى عليه، ولو أعلن إسلامه في لحظة صار من إخوان المسلمين دون أدنى مؤاخذة عليه.

3/ التوصية الثالثة: توصية بعدم المداهنة أو المجاملة في الحرام، فلا يجوز للمسلم أن يقول مثلا: (أنا أحترم اختياراتهم)؛ لأنه احترام اختيار حرمه الله تعالى قد يفضي بصاحبه إلى الخروج من دين الله تعالى جملة واحدة.

4/ التوصية الرابعة: توصية بحفظ حدود الاختلاط والخصوصية عندما تدعو الضرورة إلى مخالطتهم، فينبغي للمسلم أن يكون واضحًا في سلوكه وحدوده الشخصية، فلا يدخل في ممازحة معهم، ولا ملاطفة تفهم على أنها تقبل لهم، بل حريّ بالمسلم أن ينقبض قلبه من رؤيتهم، وأن يستعيذ باللّٰه تعالى من مكرهم ومكر اللّٰه تعالى بهم، فهم أعداء اللّٰه تعالى، ولا يأمن مكر اللّٰه إلا القوم الخاسرون (الأعراف: 99).

واللّٰه تعالى أعلم.

الأكثر مشاهدة

أضيف مؤخراً

أضيف مؤخراً

wpChatIcon