السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ
أعتذر عن الكتابة في الخاص، لكن مشكلتي تحتاج إلى شرح مطول ولم أرغب في تعقيد الأمر على الأعضاء الآخرين.
لدي مشكلة مع أخي الأصغر. أنا وزوجي، قبل قدومنا إلى كندا، أسسنا محلًا تجاريًا في بلدنا واستثمرنا فيه كل ما نملك من جهد ومال جمعناه على مدى 15 عامًا. بفضل الله، حصلنا على الإقامة الدائمة في نهاية أكتوبر. 2022
لقد قررنا أنا وزوجي ترك المحل بالكامل لأخي الصغير (30 سنة) الذي ليس لديه خبرة أو تعليم أكاديمي، بعد أن عمل معنا لمدة سنتين، فقط إرضاءً لوالدي رحمه الله ووالدتي، لأنه لم يجد عملاً وكان يرهقهما بالطلبات والمشاكل.
بعد وصولنا، استمريت في التواصل اليومي مع العملاء والموظفين، باستثناء أخي الذي يدعي أنه مشغول ولا يتحدث معي.
بعد مرور 6 أشهر، عاد زوجي لتفقد المحل، لكن أخي العزيز طرده وشتمه أمام العمال وجيران زوجي (المحل أسفل منزل زوجي) بدعوى أنه يتدخل في نظام المحل. حينها كنت حاملاً ولم أستطع حلّ المشكلة، فطلبت من زوجي التراجع حتى لا تتصاعد الأمور لأن أمي في صفه (أي مشكلة بالنسبة لها يكون زوجي هو السبب). عاد زوجي إلى كندا شخصاً آخر منكسرًا ومنطويًا لأنني لم أنصفه.
في فبراير 2025، تغيرت الأمور بشكل كبير. لم أعد أستطيع التحدث حتى مع الموظفين، وعندما أطلب من أحدهم القيام بعمل ما، يعتذر ويقول إنه يجب عليه إنهاء المكالمة، حيث يقول أخوك إن هذا ليس وقتًا مناسبًا للحديث عبر الهاتف! ويغلقون الخط.
عندما أتصل به، يرد قائلاً: لا تزعجيني باتصالاتك، أنا مشغول! ثم يغلق الخط في وجهي. يفتح المتجر ويغلقه في الوقت الذي يريده دون اعتبار للوقت الذي حددناه نحن أصحاب المتجر أو ما اعتاده الزبائن.
اشترى سيارة باهظة الثمن من مال المحل دون موافقتنا.
أعطيناه شقتنا وقام زوجي بشراء كل ما يلزم للزواج، وقدمنا أجرة أكثر من سنتين لاستئجار الشقة، وبعد الزواج استمر الحال على ما هو عليه بل وأسوأ. يدخل المحل لساعة أو ساعتين.( مع العلم لم يعطنا ريال واحد من المحل مند قدومنا لكندا)
لا يتحقق من حالة المتجر من حيث السلع المكسورة أو التي لم تُباع لأكثر من عامين أو التي فسدت، ومراجعة أسعارها. كنت أنا من يتواصل مع العمال لإيجاد الحلول، وتصوير السلع، وتسويقها حتى يتم بيعها بأقل من سعر الشراء في بعض الأحيان
في شهر فبراير 2025، اتصلت لاستوضح الأمر وأعاتبه على تضييعه لمالنا. فكان رده: “ليس لكم عندي شيء، هذا عرق جبيني، لقد عملت لسنتين.” قلت له: “حسبي الله ونعم الوكيل، أترغب في الحرام؟ هل هذا ما علمه لنا والدي؟” قال لي: “أنتم من تريدون أكل عرقي، هذا المحل لي.” 😶
أخذت تذكرة وعدت لبلدي، قمت بالجرد ووجدت ما يقارب 70000$ ناقصة وما يعادلها من السلع. وعندما سألته، أجاب: “لا أعلم، فأنا اهتم بنفسي ووالدتي كما قلتم لي.”
والدتي كالعادة تقول: *زوجك من حرضك، ابني عمل جاهداً، أنتم رزقكم الله في كندا*” وبدأت تصرخ وتدعي على زوجي لأنه بالنسبة لها يريد أن يفرقنا وأخي العزيز شتمني خرجت من بيت امي مع ابني الرضيع ولا أعلم أين سأذهب فكل ما املك أخذه شقتي اثاث منزلي محلي وجدت نفسي غريبة في بلدي
أغلقت المحل وكنت أنوي بيع ما تبقى من السلع والعودة رغم أن الأمر فيه خسارة كبيرة تتعدى ٨٠%، ولكن أخي الأكبر وجدي تدخلا لأتراجع عن قراري وأخذت بعين الاعتبار وزوجته حامل.
كان الجميع يعلم أنه يضيع أموالنا، لكن لم يجرؤ أحد على إخبارنا لأنهم اعتقدوا أننا راضون.
لقد تراجعت عن قراري نظرًا لأن المتجر يعيل أكثر من ثماني عائلات، ولأنني أعتبر المتجر كإبن لي، فقد بنيناه من الصفر وعملنا ليل نهار بتوفيق الله.
اليوم، وبعد مرور 6 أشهر، لا يزال الوضع كما هو، مع تغيير في الطرق والمحل في تراجع كبير، اما هو فيتقاضى راتب ثلاثة أشخاص ونصف، ولكنه يعمل كنصف موظف فقط وعندما اعاتبه يقول لي أن هذا جهدي.
لقد تراجع دخل المحل بشكل كبير، حيث انخفضت المبيعات بنسبة 70٪، وعندما أتناقش في الأمر، يقولون إن الرزاق هو الله (ونعم بالله) وانا على يقين ان المشكل فيه
يفتح المحل حتى منتصف اليوم ياتي الزبناء و ينتظرون خارج المحل لمدة تم ينصرفون لمحل اخر ويغلق المحل و كل المحلات مزالت مفتوحة
(اخي هذا ملتحي و مواضب على الصلاة في وقتها حتى انه يترك المحل مملوء بالزبائن ويذهب للصلاة في المسجد تاركا المحل)
شيخنا الفاضل، كل الأبواب غلقت أمامي. لم أعد أعلم ما يتوجب علي فعله. مرضت نفسياً، فقد أصبحت دائمة التفكير، مهملة لبيتي وأولادي، وأقضي اليوم كله وأنا أساعد العاملين في المحل. (فرق 6 ساعات) هو غير مهتم بالمحل، وجهد سنوات يضيع أمامي من جهة، وإرضاء أمي وأخي من جهة أخرى.
اعتذر عن الإطالة واتمنى ان تساعدني
أخي استولى على أموالنا وتنكّر للجميل، ما موقفي الشرعي؟
الإجابه:
أسأل اللّٰه تعالى أن يشرح صدرك أختي الكريمة، وأن يجبر كسرك، وأن يعوّضك خيرًا مما فقدتِ. قصتك مؤلمة ومليئة بالظلم والإجحاف، لكنكِ أحسنتِ التصرف بتوفيق الله تعالى، بصبرك وضبطك للنفس وعدم اندفاعك، رغم ما في قلبك من وجع.
وفيما يلي رؤية شرعية واقعية متكاملة في نقاط واضحة، تُعينك بإذن اللّٰه تعالى على اتخاذ الموقف الصحيح:
1/ أولًا، التقييم الشرعي العام:
ما فعله أخوك غصب وظلم واضح، والمحل ملك لكِ ولزوجك لأنكما من أسستماه بمالكما وجهدكما، ولم يكن هنا عقد شراكة حقيقية بينكم وبين أخيك، بل هو وكيل مستأجر عنكم في إدارة هذا الاستثمار لكما (موظف)، وعليه:
- فإن المال، والسلع، والسيارة التي اشتراها من أموال المحل بغير إذنكم تعد من أموالكم المغصوبة.
- وإن تصرفه في المحل دون إذنكم اعتداء لا تبرره الرحم التي لم يصن حقها عليه، ولا يبرره رضا والدتك بما فعل.
- وأما قوله: (هذا عرق جبيني)، فهو باطل؛ لأن العامل لا يصبح مالكًا لما وُكّل فيه، وفي صحيح الهدي النبوي عن رسول الله تعالى ﷺ: (على اليد ما أخذت حتى تؤديه)، أي يجب عليه ردّ كل ما أخذ من غير وجه حق، ولا يسقط ذلك بالتقادم إلى يوم القيامة.
2/ ثانيًا، ما أنصح به تجاه الوالدة:
بالرغم من أن موقف والدتك مؤلم، لكنه مفهوم من جهة العاطفة، فكثير من الأمهات ينحزن لولدهن الضعيف أو الذي يعيش بجوارهن، ويغفلن عن العدل، وهذا ليس بتبرير لظلم موقفها منكم.
لكن لا يجوز لكِ أن تقطعيها أو أن تسيئي إليها، وفي نفس الوقت لا يلزمكِ طاعتها في الباطل، فحقوقك المالية لا ينبغي عليك أن تتهاوني في المطالبة القانونية بشيء منها لإرضائها، بل إنني أحذرك من أن تسامحك في شيء من ظلم أخيك قد يكون له انعكاساته السلبية في حياتك الزوجية من جانب، فضلا عما قد يكون فيه ظلم لزوجك الذي شاركك المال والجهد من جانب آخر، (اللهم إلا ما كان عن مشورة وتراض منه).
3/ ثالثاً: من الناحية القانونية والعملية:
أنصحك أختي الكريمة بما يلي:
- أولا: استشيري محاميًا موثوقًا في بلدكم لاستعادة ملكيتكم القانونية، وإيقافه من التصرف في المحل.
- ثانياً: لا تغلقي المحل فجأة دون توثيق رسمي، حتى لا يتهمك هو بالتخريب أو بالاعتداء على ممتلكات المحل.
- ثالثاً: عيّني شخصًا أمينًا يدير المحل مؤقتًا، إلى حين اتخاذ القرار المناسب من جانبكم.
- رابعاً: لا ترجعي لبلدك إلا بخطة قانونية مدروسة، ولا تتسامحي تجاه أخيك في صغيرة أو كبيرة إلا بالتنسيق المسبق مع زوجك، وأذكّرك بأن علاقة الزوجية مقدمة شرعا على علاقة الأخوة.
4/ رابعاً: ما أنصح به في حق التعامل مع الأخ:
بداية أوصيك بحق الرحم التي أوجب الله تعالى وصلها، خيرا، وظلم الأرحام لا يسوغ قطع الأوصال، فهناك خيط دقيق يفصل بين القطيعة من جانب، والمقاضاة للوصول إلى الحقوق من جانب آخر، وهناك ثم حد من أعظم حدود الله تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم)، والحد الأدنى من ذلك ألا يكون بينكما هجر وخصام.
وأنصحك كذلك ألا تجادليه مباشرة، فهو يعيش شعور الملكية الزائفة، ولن يعترف لكم بشيء من حقوقكم بسهولة.
فقط أظهري له أنكِ لا تكرهينه ولكنكِ تطالبين بحقك الشرعي فقط، ولن تتواني في أمر المطالبة به.
والله تعالى أعلم