السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ عبدالله حفظه الله ورعاه
في البداية اود ان اوجه لك الشكر على كل ما تقدمه للجالية الاسلامية فى كندا
عندى تساؤل يتعلق بموضوع تاخير اقامة بعض او كل الصلوات الخمسة سواء فى المساجد او فى المنزل ومدى شرعية هذا التاخير والذى قد يصل فى بعض الحالات الى مدة تزيد عن ساعة من الزمن
بارك الله فيك وجزاك خيرا
سمير ابو الخير
الاجابة:
خلاصة الفتوى/
- إذا كانت هناك جماعة قريبة يمكن الصلاة معها، فينبغي على المسلم أن يتحرى صلاة الجماعة أينما كان وقتها.
- أما إذا كانت صلاته منفردا، فله أن يصلي في أول الوقت أو في وسطه أو في آخره، لا حرج عليه، وان كان الأولى والأبرأ للذمة أن يؤدي الصلاة بمجرد دخول وقتها.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سعادة المهندس الكريم/ سمير أبو الخير – حفظه الله، وبعد
فإن الصلاة على وقتها أحب الأعمال إلى الله عز وجل على الإطلاق كما أخبر النبي (ص)، لكن تجدر الإشارة إلى أن أوقات الصلوات ليست لحظة واحدة يجب إيقاع الصلاة فيها، وإنما وقت ممتد، وكلما تسابق المصلي إلى أداء فريضة الله في أول وقتها كان أحب إلى ربه، لكن إذا تأخر عن بداية وقت صلاته فلا أثم ولا حرج عليه، طالما أنه قد أدى الصلاة في جزء من أجزاء وقتها الممتد، ومن هنا فهم الفقهاء من حديث تعليم جبريل رسول الله (ص) واقيت الصلاة، أن هناك وقتان لكل صلاة، وقت اختياري ووقت ضروري.
أما الوقت الاختياري : فهو الفترة الزمنية التي تبدأ بدخول وقت الصلاة وتمتد إلى ما قبل بداية الوقت الضروري، ويكون للمصلي فيها مطلق الاختيار بين أداء صلاته في أول ذلك الوقت أو في وسطه أو في آخره (ما لم تكون هناك جماعة ينبغي عليه أن يصلي معهم تحريا لفضل الجماعة).
وأما الوقت الضروري : فهو ذلك الوقت الممتد أيضا، لكنه لا يجوز تاخير الصلاة إليه إلا عند الضرورة الملحة أو العذر المعتبر شرعا، والا كان المصلي آثما بتأخير الصلاة إليه دون سبب.
الأوقات الاختيارية والضرورية للصلوات
(1) صلاة الفجر:
الوقت الاختياري يبدأ من دخول وقت الصلاة (الفجر الصادق والضياء الأفقي في جهة المشرق)، ويستمر حتى وقت الإسفار، وهو انتشار الضياء.
الوقت الضروري يبدأ من وقت الإسفار (والصبح إذا أسفر)، ويستمر إلى طلوع الشمس.
(2) صلاة الظهر:
الوقت الاختياري يبدأ من دخول وقت الصلاة عند بداية زوال الشمس عن كبد السماء، ويستمر إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه (الضعف)، وهو نفسه وقت دخول العصر.
الوقت الضروري يبدأ من دخول وقت صلاة العصر (عندما يصير ظل كل شيء مثليه) ويستمر إلى قبيل غروب الشمس.
وبذلك نجد أن صلاتي الظهر والعصر يتداخلان ويشتركان في جزء من وقتهما، ولأجل ذلك جاز جمعهما.
(3) صلاة العصر:
الوقت الاختياري يبدأ من دخول وقت الصلاة (عندما يصير ظل كل شيء مثليه) ويستمر إلى إصفرار الشمس (عندما تميل كثيرا إلى غروبها فيذهب وهج أشعتها، ويصفر لونها)، لحديث النبي (ص) الوارد في ذلك.
الوقت الضروري يبدأ من وقت اصفرار الشمس، ويستمر إلى قبيل غروبها.
(4) صلاة المغرب:
الوقت الاختياري ويبدأ من غروب الشمس، وليس له استمرار، فهو وقت مضيق جدا، بحيث يستغرق فقط الوقت الكافي للتجهز للصلاة من تحقيق شروط صحتها، طهارة ونحوها، والسعي إلى المسجد، ومن ثم أداء الصلاة (ولنقل مثلا عشرة دقائق بعد دخول الاذان كافية للتطهر والسعي إلى المسجد + وقت أداء الصلاة)، فلا يجوز تاخير المغرب عن ذلك.
بخلاف بقية الصلوات التي يجوز إيقاعها في أي جزء من أجزاء الوقت الاختياري.
الوقت الضروري يبدأ من انتهاء الوقت الاختياري، ويستمر إلى قبيل طلوع الفجر.
(5) صلاة العشاء:
الوقت الاختياري يبدأ من دخول وقت الصلاة حين يغيب شفق الشمس الأحمر في الأفق الغربي، ويستمر إلى ثلث إجمالي الوقت بين دخولها وطلوع الفجر.
الوقت الضروري يبدأ من انتهاء وقتها الاختياري، ويستمر إلى قبيل طلوع الفجر.
وبذلك نجد أن صلاتي المغرب والعشاء يتداخلان ويشتركان في جزء من وقتهما، ولأجل ذلك جاز جمعهما.
وتأكيدا على ما سبق فإن المصلي بالخيار في أداء صلاته متى شاء طالما كان ذلك في أثناء وقتها الاختياري، ما لم تكن هناك جماعة يسعى إليها.
وأنه لا يجوز له أن يؤخر الصلاة عن وقتها الاختياري إلى وقتها الضروري إلا إذا كان هناك عذر معتبر شرعاً.
وأما إخراج الصلاة عن وقتها الضروري فهذا خط أحمر لا يجوز لا بعذر ولا بغير عذر، فلا يتصور إطلاقا وان كنت صاحب عذر أن تغيب الشمس وانت لم تصل العصر، ولا يمكن إطلاقا وان كنت صاحب عذر أن تطلع الشمس وانت لم تصل العشاء، والواجب عليك أداء الصلاة قبل خروج وقتها الضروري بأي حالة تيسرت لك، وإن بغير وضوء إذا عجزت عن الماء، وإن بغير تيمم إذا كنت أسيرا مقيدا في الأغلال، وإن كنت بغير توجه للقبلة، وإن بغير ستر للعورة، وإن بغير ركوع ولا سجود، لكن حالت دونه الأقدار.
اللهم إلا من كان خارج نطاق التكليف كمن غلبه النوم مرة، أو أطبق عليه النسيان، أو كان تحت تأثير مخدر طبي ونحو ذلك مما لا يتصور معه قدرة على أداء الصلاة قبل خروج وقتها الضروري بحال من الأحوال.
والله تعالى أعلم