السؤال:
ما حكم الصلاة عندما يهم الإنسان على الخروج من المنزل لأمر لا يستطيع تأجيله وهو يعرف أنه ستفوته الصلاة وهو في الخارج. هل يصليها قبل الخروج قبل وقتها؟ هل يصليها وهو جالس في السفر؟ وماحكم الصلوات عندما يسافر الشخص من كندا بالطائرة ويضطر أن يبقى في الطائرة 10 ساعات أو أكثر أو أقل؟ كيف يصلي وبتوقيت أي مدينة؟
جزاك الله خيرا
الاجابة:
خلاصة الفتوى/
- الجزئية الاولى (أداء الصلاة قبل وقتها)، لا تجزئ الصلاة قبل دخول وقتها، لكونها غير واجبة قبل الوقت، حيث إن من شروط وجوب الصلاة (دخول الوقت)، فمن صلى صلاة قبل وقتها، كانت نافلة، ثم متى ما دخل وقتها فقد تحقق شرط وجوبها، فوجبت عليه الصلاة، وما سبق لا يجزئ فريضة كما أسلفنا وإنما تحتسب نافلة فقط.
- الجزئية الثانية (صلاة المسافر جالسا)، ينبغي على المسلم أن يحرص على أداء صلاته في وقتها، بكامل شروطها، وأركانها، وواجباتها، وحتى سننها وآدابها، ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
فإن عجز عن تحقيق كل ذلك فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ويعذر فيما عجز عنه، وتصح صلاته بما قدر عليه.
مع التأكيد على أن تكون الأولوية المطلقة (لأداء الصلاة في وقتها، وليس لأدائها بكامل شروطها وأركانها)، وبالتالي:
إن استطاع أن يحافظ على وقت الصلاة مع هيئة الصلاة بجمع تقديم قبل الشروع في السفر، أو جمع تأخير بتأجيل صلاته إلى ما بعد وصوله من السفر (تأخير الظهر إلى العصر، أو المغرب إلى العشاء) من أجل أن يؤدي صلاته كاملة في هيئتها، فهذا أفضل.
أما إذا تعذر عليه ذلك، بحيث لو أخرها لأجل تحقيق هيئتها الكاملة، سيكون وقتها قد خرج،، فعند ذلك تكون الأولوية المطلقة لأداء الصلاة في وقتها، وليس لأداء الصلاة كاملة في هيئتها.
وبالتالي يصلي في سيارته، وان بغير قيام، وان بغير توجه إلى القبلة، وهكذا، كل ما تعذر عليه تحقيقه من شروط الصلاة وأركانها يسقط عنه، غاية ما في الأمر ألا يخرج وقت الصلاة قبل الأداء ولو منقوصة في بعض شروطها وبعض أركانها.
- الجزئية الثالثة (ساعات السفر الجوي الطويلة)، والتي يختلف فيها الزمان، وتتداخل فيها فروق التوقيتات، يعتمد المسلم على تقدير وقت صلاته وامساكه وإفطاره فيها على تقدير الوقت في المكان الذي يطير فوقه بغالب الظن وعلامات الفلك، فمتى ما غابت الشمس صلى ثم أفطر، ثم بعد أن يحل الظلام صلى العشاء، وقد كان يجوز له أن يجمع، ثم متى ما لاح أثر ضياء الأفق المشارقي في جهة الطائرة المستشرف للمشرق أمسك عن صيامه، ثم متى ما ظهر الضياء صلى، ومثل ذلك في الظهرين، يجمعهما بناء على تقدير التوقيت في المكان الذي يطير فوقه.
والله تعالى أعلم