المعنى الزائد في زيارة القبور على عموم الدعاء للأموات

 

السلام عليكم ورحمة الله
ياشيخ سؤالي حول زيارة المقابر
نعلم ان الأعمال الصالحة يمكن أن يصل أجرها إلى الميت من أي مكان ، فماذا يستفيد اكثر من زيارتنا له ؟

الاجابه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الميت ينتفع بدعاء الحي وصدقاته وقراءة القرآن عنه من أي مكان كان؛ فالثواب يصل بإذن اللّٰه تعالى؛ لأن الفعل متعلّق بعطاء اللّٰه تعالى لا بالمسافة.
لكن يبقى لزيارة القبور آثار خاصة ينتفع بها الزائر والميت على حد سواء:
فمما ينتفع به الزائر للمقابر:
1/ إقامة السنة الثابتة عن النبي ﷺ في زيارة المقابر، ففي صحيح الهدي النبوي أن النبي ﷺ زار قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، ثم قال: (استأذنتُ ربي أن أستغفر لها فلم يُؤذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأُذن لي).
2/ تذكيره بالآخره وعظته بالموت، وهذا أمر مهم أرشد إليه النبي ﷺ: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكِّر الآخرة)، فهي مدرسة إيمانية تُليِّن القلب وتكسر الغفلة وتُصلح النية.
3/ كونها امتداداً لصلة الأرحام وبر الآباء بعد الموت، فكما أن الحي يُزار ويُسأل عنه في حياته، فزيارة قبره أيضا نوع من الوفاء والصلة بعد موته، وقد قال النبي ﷺ: (إن من أبرّ البر صلة الرجل أهل ودّ أبيه بعد موته) فكيف بزيارة الوالد نفسه في قبره.
ثانيًا: ما ينتفع به الميت من الزيارة:
1/ إخلاص الدعاء له، فعندما يقف الزائر أمام القبر يكون القلب أكثر حضورًا وتأثرًا، والدعاء أصدق وأخشع، وذلك أرجى للقبول.
2/ أنس الميت بزيارة الحي له، ففي صحيح الهدي النبوي: (ما من رجل يمرّ بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلّم عليه إلا ردّ الله تعالى عليه روحه حتى يردّ عليه السلام)، وقد وردت آثار عن السلف أن الميت يفرح بزيارة من كان يحبهم في الدنيا كما يفرح الحي بالزائر الغائب.

والله تعالى أعلم

الأكثر مشاهدة

أضيف مؤخراً

أضيف مؤخراً

wpChatIcon